الإجابة:
صلة الرحم واجبة حسب الطاقة الأقرب فالأقرب، وفيها خير كثير ومصالح
جمة، والقطيعة محرمة ومن كبائر الذنوب؛ لقوله عز وجل: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ
تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ
الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى
أَبْصَارَهُمْ} [سورة محمد: الآية 22].
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل
الجنة قاطع رحم" أخرجه مسلم في صحيحه.
وقوله صلى الله عليه وسلم لما سأله رجل قائلا يا رسول الله: من أبر؟
قال: "أمك" قال ثم من؟ قال: "أمك" قال: ثم من؟ قال: "أمك" قال ثم من؟ قال في الرابعة: "أباك ثم الأقرب فالأقرب" أخرجه مسلم أيضا.
وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره
فليصل رحمه". والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
والواجب عليك صلة الرحم حسب الطاقة، بالزيارة إذا تيسرت، وبالمكاتبة
وبالتلفون - الهاتف - ويشرع لك أيضا صلة الرحم بالمال إذا كان القريب
فقيرا، وقد قال الله عز وجل {فَاتَّقُوا
اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [سورة التغابن: الآية 16].
وقال سبحانه: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ
نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا} [سورة البقرة: الآية 286].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا
أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم" متفق على صحته.
وفق الله الجميع لما يرضيه.
مجموع فتاوى و رسائل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - المجلد
التاسع.