من يكري سيارته ويحج

السؤال: رجل عنده سيارة يكريها بطريق الحج، وبين مكة وجدة، ومكة وعرفات ومنى، يؤجرها على الناس، يسترزق عليها، ولولا هذه المصلحة التي تأتيه ما حج، فهل له من أجر إذا هو حج واعتمر، ولو لم يكن الحج هو مقصوده؟

الإجابة

الإجابة: نعم، له أجر؛ إذا صلحت نيته، واستقامت حاله. وقد ورد في هذا حديث أبي أمامة التيمي قال: كنت رجلا أكري في هذا الوجه، وكان ناس يقولون: ليس لك حج، فلقيت ابن عمر. فقلت: إني أكري في هذا الوجه، وإن ناسا يقولون: ليس لك حج. فقال ابن عمر: أليس تحرم، وتلبي، وتطوف بالبيت، وتفيض من عرفات، وترمي الجمرات؟ فقلت: بلى. قال: فإن لك حجا، جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله مثل ما سألتني، فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يجبه، حتى نزلت الآية: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ} (1)، فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وقرأ عليه هذه الآية. وقال: "لك حج" (رواه الإمام أحمد والدارقطني وغيرهما) (2)، والله أعلم.

___________________________________________

1 - البقرة: الآية (198).
2 - راجع تخريجه في الفتوى رقم (229).