حد التجريح المنهي عنه في إطار الدعاية

السؤال: ما هو الواجب علينا في هذه الأيام التي تكثر فيها الأنباء المتضاربة والشائعات التي تلوكها الألسنة، وما هو حد التجريح المنهي عنه في إطار الدعاية؟

الإجابة

الإجابة: إن الواجب هو ما بيناه من منهج أولي العزم من الرسل: {أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه}، وأن تكونوا يداً واحدة على من سواكم، وأن تقوموا لله بالقسط، وأن تحققوا ما سمعتم في منهج الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وما اقتنعتم به بالأدلة الصحيحة.

وما يتعلق بتجريح الناس والكلام فيهم، ينبغي للإنسان أن يتعفف عنه بلسانه ما استطاع، إلا ما كان له عليه برهان وكان في ذكره مصلحة راجحة، فهذا النوع الذي عليه برهان وفيه مصلحة راجحة فهو مأذون به، وقد قرأتموه في كتاب الله سبحانه وتعالى، فالله تعالى يقول في الوليد ابن المغيرة بن عبد الله ابن عمران ابن مخزوم: {ذرني ومن خلقت وحيداً * وجعلت له مالاً ممدوداً * وبنين شهوداً * ومهدت له تمهيداً * ثم يطمع أن أزيد * كلا إنه كان لآياتنا عنيداً * سأرهقه صعوداً * إنه فكر وقدر * فقتل كيف قدر * ثم قتل كيف قدر * ثم نظر * ثم عبس وبسر * ثم أدبر واستكبر * فقال إن هذا إلا سحر يؤثر * إن هذا إلا قول البشر * سأصليه سقر * وما أدراك ما سقر * لا تبقي ولا تذر}، وكذلك في وصفه لفرعون وجنوده، قال: {إن فرعون لعال في الأرض وإنه لمن المسرفين}، قال: {إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين}، فهذا النوع من التجريح هو لما عليه برهان وحجة ويحقق مصلحة راجحة، فلا حرج فيه، وأما ما سوى ذلك مما ليس عليه برهان وليس للإنسان فيه بينة أو لا يحقق مصلحة راجحة ذكره فينبغي أن يُتلافى بالكلية.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.