العمل بالأسباب عند اختيار أحد الزوجين للآخر

إن الزواج قسمةٌ ونصيب، هل هناك مجال للاختيار سماحة الشيخ، وبمَ توجهون الناس الذين يقولون مثل هذا الكلام؟

الإجابة

كل الأشياء قسمة ونصيب, كلها بأمر الله, كلها بإذن الله, كلها مقدرة, قدَّر الله الزواج, قدر الأولاد وقدر كل شيء من أعمال العباد, يقول -جل وعلا-: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) سورة القمر. ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماء والأرض بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء) -سبحانه وتعالى-. كل شيء مقدر ولكن لا يمنع من تعاطي الأسباب أنت مأمور بالأسباب مأمور بأن تتزوج تلتمس الفتاة الصالحة تلتمس أسباب الرزق من زراعة من تجارة من نجارة من حدادة خياطة غير ذلك أنت مأمور بالأسباب وكله بقدر إذا زرعت الأرض فهو بقدر, إذا تزوجت فهو بقدر, إذا جاء لك ولد فهو بقدر, إذا كنت تستعمل النجارة فهو بقدر, الحدادة بقدر، كنت بناء عامل بقدر, كل شيء بقدر, لكن عليك أن تعمل الأسباب وتحرص, تجتهد في طلب الرزق, في فعل الخيرات, والله -جل وعلا- هو الموفق الهادي, اسأل ربك الإعانة والتوفيق, فإذا صليت مع الجماعة فهو بقدر, وإذا تعلمت القرآن وحفظته فهو بقدر, وإذا تعلمت العلم فهو بقدر, وإذا سلمت على فلان فهو بقدر, وإذا رددت السلام عليه فهو بقدر, وإذا زرت أخاك في الله فهو بقدر, وإذا عدت المريض فهو بقدر, وهكذا كل شيء بقدر, ولكن أنت مأمور بتعاطي الأسباب النافعة, والحذر من الأسباب الضارة, أنت مأمور بهذا, والله الموفق والهادي -سبحانه وتعالى-.