رفع اليدين عند الدعاء

أرى بعض الناس يرفع يديه في دعاء خطبة الجمعة وبعضهم لا يفعل ذلك، كما أن من الناس من يرفع يديه في الدعاء بعد السنة الراتبة، وبعضهم يرفع يديه في دعاء القنوت في الوتر، وبعضهم لا يفعل شيئاً من ذلك، أرجو من سماحتكم جزاكم الله خيراً إفادتنا عن السنة في رفع اليدين في الدعاء[1].

الإجابة

رفع اليدين في الدعاء من السنة وهو من أسباب الإجابة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً))[2] أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه الحاكم، ولقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ[3] وقال: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا[4]، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك))[5].

وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة أنه رفع يديه في الدعاء في خطبة الاستسقاء وعند الجمرة الأولى والثانية في أيام التشريق في حجة الوداع وفي مواضيع كثيرة، ولكن كل عبادة وجدت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يرفع فيها يديه فإنه لا يُشرع لنا أن نرفع أيدينا فيها؛ تأسياً به صلى الله عليه وسلم، كخطبة الجمعة، وخطبة العيد، والدعاء بين السجدتين، والدعاء في آخر الصلاة، والدعاء أدبار الصلوات الخمس المفروضة؛ لأن ذلك لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم، والمشروع لنا التأسي به صلى الله عليه وسلم في الفعل والترك؛ كما قال الله عز وجل: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا[6]، والله ولي التوفيق.

[1] نشر في المجلة العربية عدد شهر شوال عام 1412ه، ص19.

[2] أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات، باب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، برقم 3556، وأبو داود في كتاب الصلاة، باب الدعاء، برقم 1488.

[3] سورة البقرة، الآية 172.

[4] سورة المؤمنون، الآية 51.

[5] أخرجه مسلم في كتاب الزكاة، باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها، برقم 1015.

[6] سورة الأحزاب، الآية 21.